عندما يكون الطبيب والصيدلاني صديقًا.. حكايات لأحفادي

1 10-12-2023, 08:30 PM

عندما يكون الطبيب والصيدلاني صديقًا.. حكايات لأحفادي

قبل حكاية اليوم يا صغيري دعني أؤكد لك أنها سنوات الشيخوخة سنوات بهجة وسعادة. كل يوم هو مكافأة وهدية جميلة من الله سبحانه وتعالى ويستحق الرضا والشكر. إذا استيقظت بالفعل - وهو ما آمله لكم جميعًا - فسيكون من المستحيل عدم اعتبار كل ثانية من الأربع والعشرين ساعة القادمة بمثابة مكافأة. للإمام علي بن الحسين عليه السلام، دعاء بديع المضامين في هذا المعنى يدعو به عند الصباح والمساء، يستطيع القارئ الكريم أن يقرأه.

يفترض العديد من الشباب ومتوسطي العمر أن الشيخوخة وقت غير سعيد وأن كبار السنّ غير سعداء. هذه صورة نمطية لا تدعمها الأبحاث ولا الواقع. على العكس، كبار السن بشكل عام أكثر سعادة وأكثر استقرارًا عقليًا من الفئات العمرية الأخرى. تجلب الشيخوخة بعض المتاعب والعديد من الفوائد مثل الحكمة ورجاحة القرار والتنمية الشخصية.

في سنوات ما قبل الأربعين أو الخمسين من العمر، العلاقة مع الصيدلانيّ والطبيب في حدودها المعقولة، زيارة وفحص من فترة إلى أخرى، صداع لا يلبث أن يزول أو عارض لا يطول. حتى تأتي مرحلة من العمر تكثر فيها الزيارات، تتوَثق العلاقة ويعرفك الطبيب والصيدلاني.

حضرة الدكتور: عندك دواء؟ رجلي توجعني! كان وضعها طبيعيًا جدًّا البارحة وبعدما استيقظت وجدتها تؤلمني. صيدلاني: عندك ربطة عنق؟ رقبتي توجعني! تتفكك الأجزاء مثل سيارة منتهية الصلاحية. قبل ذلك العمر تعمل طوال اليوم مثل حصان حقل، تأكل وتنام ساعات في راحة، ولا حتى استيقاظَة واحدة في ليل الشتاء الطويل. ثم في سنوات الكبر، جلسة من النوم في ربع الليل وثانية في منتصفه وثالثة في الربع الأخير. تجرّ جسمكَ وتحلف عليه بأغلظ الأيمان أن يتحرك وهو يأبى أن يقوم بعدما كان يجرك ويحملك.

طبعًا أنا راجٍ من الله لي ولكم الصحة والعافية طول العمر، لكن حفيدي العزيز: إذا وصلتُ إلى هذه المرحلة خذ بالك مني واعتن بي أكثر من ذي قبل، خصوصًا إذا رأيتني أُكْثِر من زيارة الطبيب. في المحطة الأخيرة من العمر يحتاج الوالدان رعاية الأبناء أكثر من ذي قبل.

{وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ الْعُمُرِ}، أرذل العمر هو سنّ الشيخوخة والهرم الذي فيه تنحط قوى الشعور والإدراك. يختلف أرذل العمر باختلاف الأمزجة والجينات والعناية. بعض الناس يعيشون بفضل الله في صحّة وعافية حتى نهاية أعمارهم، بعض الشكاوى والأوجاع هنا وهناك، وبعض الناس يمتحنهم الله بكمّ كبير من الأمراض والأتعاب.

أما عن مزاجي في سنوات الشيخوخة فهو متقلب مثل الطقس في أيام الشتاء؛ بارد، ممطر أو شديد الرياح! أمور صغيرة لم أكن أهتمّ بها، الآن تضايقني. أنسى بعض الأشياء الجديدة وأتذكر القديمة، أمور كثيرة تتيه عن ذاكرتي!

افهمني وتحملني!

عنيـدهہ معجب بهذا

المصدر : منتديات ريم الغلا - من ~•₪• المــواضيــع العــــامـة~•₪•