صناعة الحصير حرفة عرفت منذ أقدم العصور، وعرفها أجدادنا بدورهم، واستخدموه في فرش الأرض وتزيينها، وكذلك كانوا يلفون فيه موتاهم، كما يؤكد د. راشد محمد عبيد رشود، الباحث في التاريخ.
راث الإمارات، ووصية الرسول باستخدامه، حسب رشود.
حيث عرف عرب شبه الجزيرة الحصير، وكان الرسول، صلى الله عليه وسلم، يصلي عليه، وقال في حديثه الشريف "يستحب أن يصلى على الحصير أو فروة مدبوغة"، كما كان يفترشه وينام عليه.
وللحصير فوائد عدة قد لا يعرفها الكثيرون، ممن يعزفون عن استعماله، ومنها، وفق رشود أنه يساعد على تسوية فقرات العمود الفقري، وعلى الإحساس بالرطوبة للتخلص من حر الصيف، ويعمل على التدفئة من برد الشتاء القارس، والجلوس على الحصير يعلمنا التواضع، ويكسب الجسد الحرية في حركة الجلوس، إضافة إلى أنه صناعة محلية، وبشرائنا له، نسهم في اقتصاد الحرفيين الذين ترك معظمهم هذه الحرفة لعدم الإقدام على شراء الحصير.
على مدى قرون من الزمن شكلت صناعة "الحصير" مصدر دخل اقتصادي للأسر التي تمتهنها ك "حرفة" تقليدية فلوكلورية، لأنها لا تكلف عبئاً مالياً في إعداد موادها، سوى وجود أياد بارعة تهندس شكل "الحصير" وتحدد مقاساته المربعة تارة، والمستطيلة تارة أخرى، من دون الاستعانة بالمسطرة أو القلم.
أن الحصيرة تصنع من "السفة" المصنوعة من خوص النخيل، إذ تؤخذ السفة بطول عشرين باعاً وتنقع بالماء لتليينها ولتسهيل خياطتها، وبالخيط والمسلة" الدفرة "تبدأ المرأة بخياطة السفة مشكلة نقطة البداية "القلدة الأولى" التي توضع بين قدمي المرأة لتبدأ تشبيك شريط السفة بها تباعاً وعيناً بعين مستخدمة الدفرة والخوص، ويستمر التشبيك إلى أن تنتهي العشرون باعاً، ثم تقطع طولياً بالسكين.