عرض مشاركة واحدة
1  
قديم 04-11-2024, 08:53 PM
حكيمة العصر متواجد حالياً
Iraq     Female
وسام المراقبة المميزة

بكم تحلو الحياة

وسام المشرفة المميزة

وسام الشكر

 عضويتي : 30
 جيت فيذا : May 2021
 آخر ظهور : اليوم (09:48 PM)
آبدآعاتي : 13,539
الاعجابات المتلقاة : 419
 حاليآ في : Iraq
دولتي الحبيبه :  Iraq
جنسي   :  Female
آلديآنة  : مسلم
آلقسم آلمفضل  : الاسره ♡
آلعمر  :
الحآلة آلآجتمآعية  : متزوجه ♔
الحآلة آلآن  : Windows 7
نظآم آلتشغيل  : Windows 7
  التقييم : حكيمة العصر is on a distinguished road
: مشروبك 7up
: قناتك abudhabi
: اشجع ithad
مَزآجِي   :  1
شكراً: 0
تم شكره 25 مرة في 25 مشاركة
3 Zf93 أيّ عباءة «بشت» تورث ابنك؟



أيّ عباءة «بشت» تورث ابنك؟!

أيّ عباءة «بشت» تورث ابنك؟
من عادات الرّجال في البلدان العربية والإسلاميّة لبس العباءة "البشت" أو المشلح؛ رداء يلبسه الرجل فوق الثياب التقليدية. العباءة أنواع وألوان تكون بحسب المناسبة وفصول السنة وفي أيام الأعياد ومناسبات الأفراح والأعراس فاتحة الألوان. أما السوداء فهي تلبس في المناسبات الحزينة والعزاء والمناسبات الدينية الأخرى.

القارئ الكريم والقارئة الكريمة: ماذا تظنّان يكون مصير العباءة بعد عمر طويل حين يتوفى الأب؟ في بعض آراء الإرث ما يسمى الحبوة، وهي نوع من الإرث يختص به الولد الأكبر للميت دون غيره من باقي الورثة من غير وصية ولا غيرها، ويستحق به أشياء مخصوصة كانت للميت كلباسهِ ومصحفهِ وسيفه وخاتمه وساعته وغير ذلك من أشياء يذكرها الفقهاء.

مسألة فقهية فيها تفاصيل والمختص بها الولد الأكبر فهل لأن الابن الأكبر محتاج لهذه الأشياء القديمة -ربما لم تعد تلبس أو تستعمل- فيرميها؟ أم أنها مسألة رمزية تعني أن الابن الأكبر هو اللابس الأخلاقيّ للعباءة والحامل الأخلاقيّ لسيفِ والده وخاتَمه؟ ما يعني أن عليه مسؤولية أخلاقية في حمل اسم وإرث أبيه؟


العباءة - مثلًا - تعني المسؤولية والقيام بالواجب الذي كان الوالد يقوم به تجاه الأسرة والمجتمع وسلوكه في الحياة، فيا ترى أي عباءة نورّث لأبنائنا؟ صنفان من العباءات نورثها للأبناء؛ عباءة فخر واعتزاز إذا مشت بين الناس قالوا: تعال انظر! ما شاء الله، رحم الله فلانًا لم يمت وقد ترك خلفه من يمثله خير تمثيل، وأخرى رثة فيها عداوات وحنق وغيظ بين الأبناء والأسرة وعدم اكتراث بما يترك الإنسان خلفه من سيرة!

هذا جَنَاهُ أَبي عَلَيَّ ** وما جَنَيْتُ عَلَى أَحَدْ! إذا أردت أن تخفف وزن العباءة على كتف وارثك -ابنك الأكبر- فلا تحمّلها ما لا يطيقه بعد موتك من خلاف وشقاق! ورّثه عباءة نقية خفيفة من العداوات. آفة العباءات من يورثها؛ عباءة واحدة من العداوة العمودية بين الآباء والأجداد تتفرع إلى ما لا نهاية أفقيّا شقاقًا واختلافًا بين الأبناء والأحفاد.


ألف سيف، ألف عباءة لا تساوي قرشًا واحدًا إذا ما قيست بما يمكن أن يرثه الأبناء من صفات وأفعال حميدة! عن الإمام علي عليه السلام: "خير ما ورث الآباءُ الأبناء الأدب" فهل يأتي الأدب من الشارع أم يأتي من الأب الصالح؟

عزيزي الأب والجد: غدًا يسير بك المشيعون نحو حفرة فهل تنتظر أن يضع المشيعون فوق صدرك طنين من التراب قبل أن تضع حرب خلافاتك مع أبنائك أوزارها؟ أم الآن تبدأ رحلة التوريث واختيار العباءة الجيدة؟ ابنك أحوج إلى الأخلاق من عباءة بالية وسيف صدأ "إن الناس إلى صالح الأدب أحوج منهم إلى الفضة والذهب".
تَنَظَّر حَيثُ كُنتَ قُدومَ مَوتٍ
يُشَتِّتُ بَعدَ جَمعِهِمُ عِيالَك
كَأَنّي بِالتُرابِ عَلَيكَ رَدمًا
وَبِالباكينَ يَقتَسِمونَ مالَك


غدًا يسير بك الموتُ إلى أحضان المقبرة ويبقى الحقد يملأ صدور الأبناءِ والبنات فأيّ راحة وسكينة في القبر ترجو؟



المصدر : منتديات ريم الغلا - من ~•₪• المــواضيــع العــــامـة~•₪•



 توقيع : حكيمة العصر





احبك بعدد انفاسي وانفاسك وانفاسهم جميعا





رد مع اقتباس