ماذا أهديتَ لوالديك في العيد؟!



الأب والأم يشتَاقان لهدايا الأبناء في العيد وفي غير العيد! القارئ الكريم والقارئة الكريمة: هل خطر في بالك أن تفاجئ أمك وأباك بهدية ولو صغيرة. زرت وزوجتك العطّار واشتريت قنينتين من العطر، واحدة لك وثانيةً لزوجتك، فقلت للعطار: أعطني قنينتين أجمل من هاتين لأبي وأمي! سافرت واشتريت هدايا لمن تحب فهل تذكر في أول القائمة أمك وأباك؟

الأب والأم لا يهمهمَا غلاء الهدية أو رخصها إنما يفرحان أن الابن والبنت يفكران فيهما. هدية بريالات قليلة تفي بالغرض! جزى الله خيرًا كل ابن وابنة عرفا أن في الوالدين روحًا حيّة. وإن كبرا، فإن تلك الروح الحية تتوق إلى الهدية، وتشتهي كلمة شكر وقبلة على الجبين.

أب يذهب للعمل والسوق كل يوم. يسهر ويتعب ويقوم نشيطًا لأنه يريد أن يكد على الأبناء والبنات! أمّ تقف على رجليها من بعد صلاة الظهر حتى غروب الشمس ومن بعد منتصف الليل حتى الصبح تعد الأكل الطيب خوفًا على الأبناء والبنات من أن يشتهوا أكلةً ولا يجدونها على سفرة الطعام! ألا يستحقان هدية رمزية؟

يا حضرة الفيلسوف الثرثار: أبي كان شمس حياتي لكنه مات! أمي قمر حياتي ماتت فلمن الهدايا؟ هذان لهما أجمل هدية! لا بد أنك قرأت شيئًا من القرآن وعملت عملًا صالحًا تستطيع أن تشركهمَا في ثوابه! عن رسول الله صلى الله عليه وآله: "إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له". أمي كبرت وأبي صار شيخًا فماذا بقي لهما؟ وهل المرأة كبيرة السنّ والرجل الشيخ لا يشتهيان الهدايا؟!

غاية المرام: خلف كل أب وأم مهما كبرا قلب ينبض بالحياة ويشتاق ألا يكون منسيًّا من الذين أحبهم بكل قلبه ولا يزال. ما رأيكم القراء الكرام أنتم تأتون بالهدايا ونكتب معًا -أنا وأنتم- لهما رسالة كالتالي: أبي وأمي، بحثت في الأسواق ولم أجد هدية ترتفع إلى مقامكما. أريدكما أن تعرفا أنني أحبكما ما دامت أيامي. أريد أن أكون في صلاتكما ولا تنسياني فما من هدية وعيدية أحبّ إلي وأجمل من دعواتكما!

ابني وابنتي، في السنة مناسبات يتبادل الأحباء فيها الهدايا فلا تنسيا أباكما وأمكما! ثمّ لماذا يجب أن تكون هناك مناسبة من أجل الهدية؟ أي وقت مناسب! أما الهدية التي لا تقدر بثمن فهي أن تحققا حلم والديكما فيكما؛ تكون ابنًا صالحًا، وتكوني ابنة صالحة متعلمة! فلا شيء يسعدهمَا في الدنيا أكثر من نجاحكما في مشواركما العلمي والعملي والعائلي!

جرباها وسوف تسعدان أنتما أيضًا!